يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
مكة المكرمة
0555605437
هل أنت مقبل على مكة لأداء عمرة أو فريضة الحج، وتتساءل:
كيف أبدأ؟ كيف أنوي؟ ومتى أقول "لبيك اللهم لبيك"؟
تخيّل نفسك واقفًا عند الميقات، قلبك يخفق بالشوق، وعيناك تفيض بالدموع من التأثر، وأنت تستحضر نية العمرة أو الحج...
إنها لحظة عظيمة، لحظة تقف فيها بين الدنيا والآخرة، تُسلم قلبك لله، وتبدأ الرحلة إلى رحمته ومغفرته.
لكن كيف تدخل في النسك كما فعل النبي ﷺ؟
كيف تتأكد أن أول خطوة في نسكك قد وُفّقت فيها؟
في هذا الدليل، نأخذ بيدك لتفهم بوضوح: ما هو الدخول في النسك؟ ومتى يكون؟ وكيف يتم بالشكل الصحيح؟
تعرف على خدمة جمعية ضيوف الرحمن وساهم معنا
الدخول في النسك هو نية الإحرام بأحد أنواع النسك الثلاثة (الإفراد، أو القِران، أو التمتّع)، وهو الركن الأول من أركان الحج والعمرة الذي لا يصح النسك إلا به. والجميل في الأمر أنه لا يُشترط التلفظ بهذه النية، بل يكفي نية الدخول في النسك بالقلب، لكن يستحب التلفظ مع التلبية.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "خرجنا مع رسول الله ﷺ لا نرى إلا الحج، حتى إذا أتينا مكة أمر من لم يكن معه هدي أن يجعلها عمرة، ومن كان معه هدي فليبق على إحرامه." رواه البخاري (1561) ومسلم (1211)
هذا الحديث دليل على أن نية الدخول في النسك هي التي تحدد نوع العبادة (حج أو عمرة)، وأن الصحابة دخلوا في النسك بنية القلب.
النية: هي ركن الدخول في النسك، ولا يُشترط التلفظ بها
التلبية: هي شعار الإحرام، وتُستحب بعد النية، لكنها ليست شرطاً لانعقاد النسك عند جمهور العلماء
الدخول في النسك هو نية أداء الحج أو العمرة أو كليهما، وهو أول ما يبدأ به الحاج أو المعتمر. ولا يصير محرمًا إلا به، ويُسمى "الإحرام"، لكنه لا يعني لبس الإزار والرداء فقط، بل النية أهم أركانه.
إليك الخطوات الشرعية لـ الدخول في النسك:
الميقات هو المكان الذي حدد النبي ﷺ أن يبدأ منه المسلم نسكه، مثل ذو الحليفة (لأهل المدينة)، أو السيل الكبير (لأهل نجد).
قال النبي ﷺ: "يُهِلُّ أهل المدينة من ذو الحُليفة..." رواه البخاري ومسلم
يستحب أن تغتسل كما تغتسل للجنابة، وتتطيب في الجسد (لا في ملابس الإحرام)، ثم تلبس:
للرجل: إزار ورداء أبيضين
للمرأة: ما شاءت من الثياب الساترة من غير زينة أو تبرج
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "السنة أن يغتسل ويتنظف ويتطيب قبل أن يحرم، ثم يلبس إزاره ورداءه ويصلي ما تيسر."
تنوي في قلبك الدخول في النسك: عمرة أو حج أو قران
لا يشترط التلفظ، لكنه مستحب
فمثلاً تقول: "لبيك عمرة" أو "لبيك حجًا" أو "لبيك عمرة وحجًا"
🗣 قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "النية هي الإحرام، ولا يصح النسك إلا بها، أما التلفظ فمستحب فقط." (الشرح الممتع)
بعد أن تنوي، تشرع مباشرة في التلبية، فتقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"
يرفع الرجل صوته
والمرأة تسمع نفسها فقط
قال النبي ﷺ: "أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال." رواه الترمذي وصحّحه الألباني
لا تدخل في النسك إلا بعد أن تتهيأ بالاغتسال ولبس الإحرام
لبس ملابس الإحرام ليس هو الإحرام، بل الإحرام هو النية
لا تتجاوز الميقات بدون نية النسك، إلا إن رجعت وأحرمت منه
مواقيت الدخول في النسك تنقسم إلى قسمين أساسيين:
هو الوقت الذي يجوز للمسلم أن يبدأ فيه الإحرام بالحج أو العمرة، ويختلف حسب النسك:
العمرة:
يجوز الدخول في النسك للعمرة في أي وقت من السنة، فلا وقت محدد لها
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "العمرة لا تختص بوقت، بل تؤدى في جميع أيام السنة."
الحج:
لا يجوز الإحرام بالحج إلا في أشهر الحج وهي: شوال – ذو القعدة – العشر الأوائل من ذي الحجة
🗣 قال الله تعالى: ﴿الحج أشهر معلومات﴾ [البقرة: 197]
🗣 قال ابن عثيمين رحمه الله: "لا يصح الإحرام بالحج إلا في أشهره، وهو ما بعد فجر أول يوم من شوال."
هو المكان الذي حدد النبي ﷺ أن لا يجوز لمن يمر به أن يتجاوزه إلا محرِمًا بالحج أو العمرة.
المواقيت التي ثبتت في السنة:
ذو الحليفة: ميقات أهل المدينة (ويُسمى الآن: "أبيار علي")
الجُحفة: ميقات أهل الشام ومصر (ويُحرم الناس الآن من "رابغ" لأنها أقرب إليها)
قرن المنازل: ميقات أهل نجد (ويُعرف الآن بـ "السيل الكبير")
يلملم: ميقات أهل اليمن
ذات عِرق: ميقات أهل العراق
قال النبي ﷺ: "يُهِلُّ أهل المدينة من ذو الحليفة، وأهل الشام من الجُحفة، وأهل نجد من قرن، وأهل اليمن من يلملم..." رواه البخاري (1524) ومسلم (1181)
من كان داخل حدود المواقيت (مثل أهل مكة): يُحرم بالحج من مكانه، أما العمرة فيُحرم من أدنى الحل مثل التنعيم.
من جاء بالطائرة: يجب أن يُحرم إذا اقترب من الميقات جوًّا، قبل تجاوزه، ولو ببضع دقائق.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "من مر بالميقات جوًّا أو برًّا أو بحرًا، وجب عليه أن يُحرم إذا حاذاه، فإن تجاوزه ولم يُحرم، وجب عليه الرجوع إليه، فإن لم يرجع فعليه دم."
إليك أحكام وشروط الدخول في النسك كما جاءت في أقوال العلماء الثقات مثل ابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء، مع الأدلة من الكتاب والسنة:
هو نية الإحرام بالحج أو العمرة أو كليهما، وهو الركن الأول الذي لا يصح النسك بدونه، ويسمى "الإحرام".
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله: "الإحرام هو نية الدخول في النسك، وليس مجرد لبس ملابس الإحرام."
ثانياً: شروط الدخول في النسك
1. النية الصادقة
لا يصح الدخول في النسك إلا بنية العبادة
النية محلها القلب، ويستحب التلفظ بها
حديث عمر رضي الله عنه: "إنما الأعمال بالنيات" رواه البخاري ومسلم
2. الدخول في النسك من الميقات المكاني
لا يجوز الدخول في النسك من أي مكان يشاء، بل يجب من الميقات المحدد
قال النبي ﷺ: "يُهِلُّ أهل المدينة من ذو الحليفة..." رواه البخاري (1524)
3. أن يكون في الوقت الصحيح (الميقات الزماني)
العمرة: في أي وقت من السنة
الحج: فقط في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، والعشر من ذي الحجة)
قال تعالى: ﴿الحج أشهر معلومات﴾ [البقرة: 197]
4. الطهارة ليست شرطاً
لو كان الإنسان غير متوضئ أو جنباً، جاز له الدخول في النسك
لكن يُستحب الغسل والتطيب ولبس الإحرام قبل الدخول
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله: "الإحرام يصح من الجنب والحائض والنفساء، لكن لا يطوفون حتى يطهروا."
5. عدم ارتكاب محظورات الإحرام من لحظة النية والدخول في النسك، يحرم على المحرم:
قص الشعر أو الأظافر
لبس المخيط (للرجال)
التطيب (بعد الإحرام)
عقد النكاح
الجماع أو مقدماته
قال الله تعالى: ﴿فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج﴾ [البقرة: 197]
1. من نوى ولم يُلبِّ:
النية تكفي، ولو لم يتلفظ بالتلبية، لأن النية هي الأصل
لكن التلبية سنة مؤكدة
قال ابن عثيمين رحمه الله: "النية هي الإحرام، ولا يشترط التلفظ، فلو نوى بدون أن يتكلم، انعقد النسك."
2. من تجاوز الميقات دون إحرام:
يجب عليه الرجوع إلى الميقات والإحرام
فإن لم يرجع، فعليه دم (ذبح شاة في مكة وتوزع على الفقراء)
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "من تجاوز الميقات بدون إحرام، فعليه الرجوع، فإن لم يرجع وأحرم من دونه فعليه دم."
3. المرأة تُحرم بدون خلع ملابسها الخاصة:
لا تلبس لباساً خاصاً للإحرام
تُحرم بثيابها المحتشمة، ولا تغطي وجهها إلا إن مرت برجال أجانب
قال النبي ﷺ: "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين"
خلاصة:
الدخول في النسك هو النية، وهو ركن
له شروط: نية – ميقات مكاني – ميقات زماني (للحج) – الامتناع عن المحظورات
لا يشترط الطهارة، لكن يُستحب الاغتسال
من دخل في النسك، صار محرماً، فحرمت عليه المحظورات
بعد الاغتسال ولبس الإحرام في الميقات، يقول المعتمر عند الدخول في النسك:
"لبيك عمرة" أو "اللهم لبيك عمرة"
ثم يبدأ مباشرة في التلبية المعروفة: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"
أنت الآن في الميقات، لبست الإحرام واغتسلت، فتقول: "اللهم لبيك عمرة" ثم تبدأ فوراً بالتلبية: "لبيك اللهم لبيك..." (بصوت مرتفع للرجل، وبهدوء للمرأة)
لا يشترط قول "لبيك عمرة"، ولكنها سنة
لو نوى في قلبه فقط، صح إحرامه باتفاق العلماء
التلبية تُقال من لحظة الدخول في النسك حتى بدء الطواف
عند الوصول إلى ميقات الإحرام (الميقات المكاني)، يُستحب للمعتمر أو الحاج أن يقوم بعدة أمور على السنة النبوية، وأهمها ما يُقال عند الإحرام.
1. نية النسك (في القلب)
يُعقد النية بالقلب أولاً، وهي الأساس، ولا يُشترط التلفظ
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله: "النية محلها القلب، ولا يُشترط النطق بها، لكن يُستحب لمن دخل في النسك أن يقول: لبيك عمرة، أو لبيك حجاً."
2. التلفظ بنوع النسك (وهو سُنّة مستحبة) إذا كنت معتمراً، تقول: "لبيك عمرة" أو "اللهم إني أريد العمرة فيسرها لي وتقبلها مني، لبيك عمرة"
وإذا كنت محرماً بالحج: "لبيك حجاً"
وإذا كنت قارِناً (حج وعمرة معاً): "لبيك عمرة وحجاً"
3. الدعاء بالاشتراط (عند الخوف من العذر أو المرض) وهو سُنّة إذا خشي الإنسان من عدم إتمام النسك بسبب مرض أو ظرف. "فإن حبسني حابس فمحلّي حيث حبستني"
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله: "الاشتراط سنة لمن خاف من عائق يمنعه من إتمام النسك، كمرض أو حيض للمرأة أو خوف."
4. التلبية بعد النية مباشرة "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"
الرجل يرفع صوته بها
المرأة تُسمع نفسها فقط
عن النبي ﷺ: "جاءني جبريل، فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية." رواه الترمذي وصححه الألباني
التلفظ بالنسك عند الإحرام سنة مستحبة، وليس شرطاً ولا واجباً، فلو نوى بقلبه فقط دون أن يتكلم، صح نسكه باتفاق أهل العلم.
الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله: "النية محلها القلب، ولا يُشترط التلفظ، لكن يُستحب أن يقول: لبيك عمرة، أو لبيك حجاً، إظهارا
ويستدل على هذا بماروي عن رسول الله ﷺ : عن أنس رضي الله عنه قال:"سمعت النبي ﷺ يُهلّ حين استوت به راحلته على البيداء، فقال: لبيك اللهم لبيك..."
تعرف على: مواقيت الحج و العمرة