يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
مكة المكرمة
0555605437
هل تأملت يومًا في عظمة هذا اليوم الذي يحمل في طياته نفحات إيمانية عميقة ومعاني نبوية خالدة؟
إنه يوم عاشوراء، اليوم الذي نجّى الله فيه نبيَّه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، وجعل منه موعدًا سنويًا لتجديد الشكر، وتأكيد الولاء لله عز وجل.
لقد أولى النبي ﷺ هذا اليوم مكانة رفيعة، حتى قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "ما رأيتُ النبي ﷺ يتحرّى صيام يومٍ يفضّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء." – رواه البخاري.
ومع حلول أيام شهر محرم الفضيلة، تتجه القلوب المؤمنة إلى الله طلبًا للأجر والمغفرة، ويكون الصيام فيه وسيلة لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات واتباع هدي الأنبياء.
تابع معنا هذا المقال لتتعرف على:
الحكم الشرعي لصيام يوم عاشوراء في المذاهب الأربعة، وما هو الرأي الراجح عند جمهور العلماء.
فضل هذا اليوم العظيم والأحاديث النبوية التي تبيّن عِظم أجره.
هل يجوز صيامه منفردًا؟ وما الحكمة من مخالفة اليهود؟
أبرز الأعمال والسنن المستحبة التي تُزكّي بها نفسك وتضاعف أجرك.
إجابات واضحة لأشهر الأسئلة التي تدور في ذهن كل مسلم في هذا اليوم المبارك.
ساهم في مشاريع جمعية ضيوف الرحمن
يترقب المسلمون في جميع أنحاء العالم موعد يوم عاشوراء 2025 الذي يتوقف تحديده على رؤية هلال شهر محرم. وحسب الحسابات الفلكية المعتمدة والتقاويم الإسلامية، فإن صيام يوم عاشوراء المبارك سيكون:
السبت 5 يوليو 2025 (10 محرم 1447) في معظم الدول الإسلامية، ويبدأ بعد غروب الجمعة 4 يوليو
الأحد 6 يوليو 2025 في بعض المناطق الأخرى حسب اختلاف المطالع
هذا التوقيت يمنحنا فرصة ذهبية للاستعداد الروحي والنفسي لاستقبال هذا اليوم المبارك، تماماً كما نستعد في جمعية ضيوف الرحمن لاستقبال الحجاج الكرام بأفضل الخدمات.
لقد أجمع علماء الأمة من المذاهب الأربعة على أن صيام يوم عاشوراء له مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، فقد كان هذا اليوم واجباً في بداية الإسلام، ثم تحول حكمه إلى سنة مستحبة مؤكدة بعد فرض صيام شهر رمضان.
المذهب الحنفي: يؤكد الأحناف أن صيام يوم عاشوراء كان فريضة في الأصل، ثم أصبح من السنن المؤكدة، مع التأكيد على عظم أجره وثوابه.
المذهب المالكي: يرى المالكية أن هذا الصيام لم يكن واجباً قط، بل هو مستحب منذ بداية الإسلام، لكن استحبابه مؤكد ومتأكد.
المذهب الشافعي: يُصنف الشافعية صوم يوم عاشوراء ضمن السنن المؤكدة، مع استحباب إضافة صيام التاسع من محرم أو الحادي عشر لمخالفة اليهود.
المذهب الحنبلي: يتفق الحنابلة مع باقي المذاهب على استحباب هذا الصيام، مع التأكيد على فضل تكفير ذنوب السنة الماضية كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
اتفق جمهور الفقهاء على أن صيام يوم عاشوراء سنة مستحبة مؤكدة، وأن الأجر يزداد بصيام يوم قبله أو بعده، اتباعاً لسنة النبي ﷺ الذي قال: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله" (رواه مسلم).
وكما نحرص في جمعية ضيوف الرحمن على اتباع السنة النبوية في خدمة ضيوف بيت الله، فإننا نؤكد على أهمية اتباع هذه السنة المباركة في صوم يوم عاشوراء.
ساهم في مشروع سقيا ضيوف الرحمن
يتساءل كثير من المسلمين عن حكم صيام يوم عاشوراء منفرداً دون إضافة يوم قبله أو بعده، والحقيقة أن هذا الأمر جائز شرعاً ومقبول، لكنه أقل أجراً وثواباً من صيامه مع يوم التاسع أو الحادي عشر من محرم.
لقد صام النبي ﷺ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، ولم ينه عن إفراده بالصيام، لكنه قال في آخر حياته: "لئن بقيت إلى قابل، لأصومن التاسع" (رواه مسلم)، وهذا يدل على استحباب صيام التاسع مع العاشر لمخالفة اليهود.
إن فضائل صيام يوم عاشوراء عظيمة ومتنوعة، وقد وردت فيها أحاديث صحيحة تبين مكانة هذا اليوم المبارك:
قال رسول الله ﷺ: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم)، وهذا الفضل العظيم يشمل الذنوب الصغيرة، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة نصوحة.
عندما وصل النبي ﷺ إلى المدينة، وجد اليهود يصومون هذا اليوم تيمناً بنجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون، فقال: "نحن أحق بموسى منكم" وصامه.
يروي ابن عباس رضي الله عنهما: "ما رأيت النبي ﷺ يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء".
قال النبي ﷺ: "أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم"، ويُعد يوم عاشوراء من أعظم أيام هذا الشهر المبارك.
ساهم في مشروع ورِّث مصحفاً بالحرم المكي
بالإضافة إلى صيام يوم عاشوراء، هناك سنن وأعمال مستحبة يمكن القيام بها في هذا اليوم المبارك:
الإكثار من الذكر والتسبيح
قراءة القرآن الكريم والتدبر في آياته
الدعاء والاستغفار
الصدقة والعطاء - وهنا يمكنك المشاركة معنا في جمعية ضيوف الرحمن
صلة الأرحام والإحسان إلى الناس
نعم، صيام يوم عاشوراء يُعتبر من السنن المؤكدة عن النبي ﷺ فقد روي عن حميد بن عبد الرحمن، قال: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بنَ أبي سُفْيان رضي الله عنه، خطيبًا في المدينة يوم عاشوراء، يقول:"يا أهلَ المدينةِ، أينَ علماؤكم؟ سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ:
‘هذا يومُ عاشوراءَ، ولم يُكتب عليكم صيامُهُ، وأَنَا صائمٌ، فمَن شاءَ فليصُم، ومَن شاءَ فليفطر.’" ، وقد أجمع العلماء على استحبابه المؤكد، مع اختلافهم في كونه كان واجباً ثم نُسخ أم لا.
في البداية، صام النبي ﷺ يوم عاشوراء موافقاً لليهود الذين كانوا يصومونه شكراً لنجاة موسى عليه السلام، لكن بعد ذلك، أرشد النبي ﷺ إلى مخالفتهم بإضافة صيام يوم قبل عاشوراء أو بعده، فقال: "خالفوا اليهود... صوموا يوماً قبله أو بعده"، والحكمة من ذلك هي إثبات استقلالية المسلمين في عباداتهم وعدم التشبه بأهل الكتاب.
عندما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة المنورة، وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من محرم شكراً لله على نجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فسأل النبي ﷺ عن سبب صيامهم، فأخبروه بالقصة، فقال: "نحن أحق بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه، وبعد فرض صيام رمضان، أصبح صيام يوم عاشوراء سنة مستحبة، مع الحرص على مخالفة اليهود بإضافة يوم قبله أو بعده.
اقرأ ايضا: يوم عاشوراء