يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
مكة المكرمة
0555605437
هل تبحث عن طريقة لإهداء الثواب والأجر لوالديك أو أقاربك الذين رحلوا عن دنيانا؟
إن العمرة عن المتوفى تُعتبر من أعظم أعمال البر التي يمكنك أن تقدمها لمن تحب، حيث يصل ثوابها العظيم إليهم في قبورهم كنور ورحمة ومغفرة.
في هذا المقال الشامل، ستجد كل ما تحتاج لمعرفته حول العمرة عن المتوفى، بدءًا من الأحكام الشرعية والشروط المطلوبة، مرورًا بالطريقة الصحيحة لأدائها، ووصولاً إلى الأجر العظيم الذي يناله كل من المعتمر والمتوفى، كما ستتعرف على آراء كبار علماء المملكة العربية السعودية وفتاواهم في هذا الأمر، بالإضافة إلى الأدعية المستجابة والنوايا الصحيحة التي تجعل عمرتك مقبولة بإذن الله.
تختلف أحكام وشروط العمرة عن المتوفى باختلاف المذاهب الفقهية الأربعة، ولكنها تتفق جميعًا على أن ثوابها يصل إلى الميت بإذن الله تعالى.
يُجيز الحنفية العمرة عن المتوفى مطلقًا من غير اشتراط وصية، ويعتبرونها مثل قضاء الدَّين، فمن اعتمر بنية النيابة وقع الثواب للمنوب عنه.
الأدلة المعتمدة:
استدلوا بالقياس على قضاء الدَّين الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم للرجل: «حُجَّ عن أبيك واعتمر» [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه]
نصوا في «البحر الرائق» على جواز إهداء ثواب العمرة عن الغير للحي والميت، مع ذكر أحاديث الأضحية عن الأمة وغيرها
الأصل عندهم كراهة الاستنابة في العمرة، لكنها تصح إن وقعت، وتُستحب إذا أوصى الميت أو كان المنوب عنه أبًا أو أمًا.
أدلتهم:
اعتمدوا على حديث بُريدة رضي الله عنه قال: «بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أتته امرأة، فقالت: إني تصدقت على أمي بجارية، وإنها ماتت. قال: وجب أجرك، ورجعت إليك الميراث، قالت: يا رسول الله، إنه كان عليها صوم شهر، أفأصوم عنها؟ قال: صومي عنها. قالت: إنها لم تحج قط، أفأحج عنها؟ قال: حُجِّي عن أمّك» [رواه مسلم]
بينوا أن العبادات البدنية المحضة لا تُناب فيها إلا بدليل خاص، واستثنوا الحج والعمرة عن الميت لوصول ثواب العمرة إليهم
تجوز العمرة عن الميت والعاجز، بل تُقضى من تركته وجوبًا إن مات قبل أدائها وقد كانت واجبة عليه.
الأدلة الشرعية:
قرر الإمام النووي في «المجموع» أن النيابة جائزة عن الميت بغير إذن الوارث
استدل بحديث بُريدة المذكور أعلاه وحديث أبي رزين العُقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «حُجَّ عن أبيك واعتمر» [رواه أبو داود وابن ماجه]
نصوا أيضًا على حديث شُبرُمة الدالّ على لزوم سبق الإنسان بــأداء العمرة عن نفسه قبل غيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول: لبيك عن شُبرُمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَن شُبرُمة؟ قال: أخ لي، أو قريب لي. قال صلى الله عليه وسلم: حججت عن نفسك؟ قال: لا. قال صلى الله عليه وسلم: حُجّ عن نفسك، ثم حج عن شبرُمة» [رواه أبو داود وابن ماجه]
لا تجوز العمرة عن الحي إلا بإذنه، أما عن الميت فتصح بلا إذن بشرط أن يكون النائب قد اعتمر عن نفسه أولاً.
أدلتهم:
قال ابن قدامة في «المغني» بعد ذكر حديث أبي رزين وحديث المرأة الخثعمية: «فأمّا الميت فتجوز عنه بغير إذن لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالحج عن الميت، وقد عُلم أنه لا إذن له»
حديث المرأة الخثعمية: «جاءت امرأة من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أبي أدركته فريضة الله في الحج وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيته؟ قالت: نعم. قال: فدين الله أحق بالقضاء» [رواه البخاري ومسلم]
استدلوا كذلك بحديث شُبرُمة المذكور أعلاه على شرط تقديم فضل العمرة عن النفس قبل النيابة عن العمرة عن الغير
اللجنة الدائمة للإفتاء: بينت أن النية تكفي ولا يُشترط ذكر اسم الميت، مستشهدة بحديث شُبرمة.
الشيخ ابن باز رحمه الله: صرح بجواز الاعتمار عن الميت والعاجز، مستدلاً بحديث أبي رزين.
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أجاز تكرار العمرة عن المتوفى إذا خرج من الحرم وابتعد.
تبرع لمشروع ورِّث مصحفاً بالحرم المكي
الأجر العظيم الذي تحمله العمرة عن المتوفى يشمل كلاً من المعتمر والمتوفى، حيث يحصل كل منهما على ثواب كامل دون أن ينقص من أجر الآخر شيء.
الحنفية: تجيز العمرة عن الميت بشرط أن يكون المعتمر قد أدى عمرة نفسه سابقًا، والأجر يُنقل إلى المتوفى كاملاً.
المالكية: العمرة عن الميت جائزة وإن كُرِهت استنابتها في بعض الحالات، ومع ذلك الأجر يصل إلى المتوفى.
الشافعية: تجوز العمرة نيابة عن الميت، وإذا ترك واجبًا وهو قادر عليها، وجبت من تركته، وثوابها يصل له.
الحنابلة: العمرة عن الميت جائزة بلا إذن مسبق منه، شرط نية الإحسان والإحرام بعد أداء النفس أولاً، والأجر يصل كاملاً.
الشيخ عبد العزيز بن باز: "العمرة عن الميت من أفضل القربات، والناس مأجورون، والميت مأجور أيضًا، ثواب الطواف والسعي والمشقة كلها تصل إليه."
الشيخ محمد بن صالح العثيمين: أجاز العمرة عن الميت مرات متعددة، مبينًا أنه لا حرج في ذلك إذا خرج إلى التنعيم لاحقًا.
أداء العمرة عن المتوفى لا يختلف كثيرًا عن العمرة العادية، لكن الفرق الأساسي يكمن في النية والدعاء.
1. أداء عمرة النفس أولاً: يجب أن تكون قد أديت العمرة عن نفسك (فرضًا أو تطوعًا) قبل أن تعتمر عن غيرك، كما جاء في حديث شُبرُمة المذكور أعلاه.
2. الإحرام من الميقات: تحرم من الميقات المحدد لك حسب جهة قدومك، مع دعاء نية العمرة عن شخص متوفى الصحيحة.
3. النية: تنوي بقلبك وتقول بلسانك: "لبيك اللهم عمرة عن فلان"
4. التلبية: تردد التلبية المعتادة: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"
5. الطواف: تطوف حول الكعبة سبعة أشواط بنية العمرة عن المتوفى.
6. الصلاة: تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم (مستحب).
7. السعي: تسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط.
8. الحلق أو التقصير: تحلق أو تقصر للانتهاء من العمرة.
كما أوضح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: تعتمر لنفسك أولاً، ثم تذهب إلى التنعيم، وتحرم مجددًا بالنية: "لبيك عمرة عن أبي" وتكمل الطواف والسعي والحلق كالمعتاد.
تبرع لمشروع إفطار ضيوف الرحمن الإثنين والخميس والأيام البيض
دعاء نية العمرة عن المتوفى يكون بالنية القلبية أولاً، ثم يُستحب التلفظ بها عند الإحرام لتوافق القلب واللسان.
عند الإحرام تقول:
"لبيك عمرة عن (فلان)"
أو: "اللهم لبيك عمرة عن والدي/والدتي/أخي/فلان بن فلان"
إذا كان المتوفى امرأة:
"لبيك عمرة عن فلانة بنت فلان"
"نويت العمرة وأحرمت بها عن [اسم المتوفى]، لوجه الله تعالى، اللهم تقبلها وأجر صاحبها بها، واجعلها له نورًا ورحمة ورفعة في قبره."
قال ابن باز: "يقول: لبيك عمرة عن فلان إذا كان ميتًا، أو عاجزًا عجزًا لا يرجى زواله، ثم يؤدي العمرة كعادته."
قال ابن عثيمين: "يجوز أن يعتمر عن الميت، ويكفي أن ينوي ذلك بقلبه، ويُستحب أن يقول: لبيك عمرة عن فلان."
يُشرع عند الإحرام التلفظ بالنية تخلقًا بالسنة، وليصاحبها الإخلاص في القلب:
"لبيك عمرة عن فلان"
أو "اللهم لبيك عمرة عن والدي/والدتي/فلان بن فلان"
ويمكن أيضًا أن تقول: "اللهم اجعل ثواب هذه العمرة لفلان، واغفر له وارحمه"
لا، ليس شرطًا أن تدعو لنفسك فقط خلال أداء العمرة عن المتوفى. بل الأولى أن تدعو لمن تعتمر عنه ولنفسك معًا، فلا يلزمك أن تجعل جميع دعائك للمتوفى فقط، وإن دعوت لنفسك فقط فلا حرج عليك.
الإجابة تعتمد على الظروف:
إذا كانت الصدقة فريضة (كالزكاة)، فهي أفضل من العمرة حتمًا.
إذا كانت الصدقة تطوعًا، فالحج أو العمرة أفضل لأن فيها إنفاقًا وطوافًا وذكرًا.
إذا كان هناك فقراء في حاجة ملحة، فحينها تكون الصدقة أولى لضرورتهم.
من أحب الأعمال إلى الله… سقيا، إفطار، عون للحجاج – تعرّف على مشاريع جمعية ضيوف الرحمن.
اقرأ ايضا: سقيا المعتمرين والزوار وأهمية ذلك وفضله
