يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
مكة المكرمة
0555605437
تخيل أنك واقف أمام الكعبة المشرفة، وأنت تستعد للطواف الذي طالما حلمت به، لكن فجأة، سؤال يطرق ذهنك: "هل أنا أطوف بالطريقة الصحيحة؟ ماذا لو أخطأت في شيء يبطل طوافي؟"
هذا القلق طبيعي جداً، ولست وحدك من يشعر به. فكثير من الحجاج والمعتمرين يعيشون هذه اللحظات المليئة بالأسئلة والمخاوف. ولأن العبادة يجب أن تكون مصدر طمأنينة وليس قلق، جاء هذا المقال ليكون دليلك الشامل نحو طواف صحيح ومطمئن.
في السطور القادمة، ستكتشف كل ما تحتاج معرفته عن مبطلات الطواف بأسلوب واضح ومبسط، ستتعلم الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون دون قصد، وكيفية تجنبها، والأهم من ذلك كله - ماذا تفعل إذا وقعت في خطأ أثناء طوافك؟
لن تخرج من هنا بمعلومات نظرية فقط، بل بخطة عملية واضحة تضمن لك أداء طوافك براحة بال تامة، وتجعل تجربتك الروحانية أكثر خشوعاً وأقل توتراً.
من أعظم الصدقات سقيا الماء، خاصة في حر مكة بين الحجاج والمعتمرين
تبرّع الآن بسهم في سقيا ضيوف الرحمن
قبل أن نتحدث عن مبطلات الطواف، من الضروري فهم الشروط الأساسية التي أجمع عليها المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة) لصحة الطواف:
الإسلام والعقل والبلوغ والحرية والاستطاعة: فلا يصح الطواف من غير المسلم أو فاقد العقل أو الصبي أو المكره
النية الصحيحة: يجب أن تكون النية للعبادة وليس للتفرج أو السياحة
الطهارة: وجوب الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر عند جمهور العلماء، وإن اختلف بعض الحنفية في اعتبارها سنة
سبعة أشواط كاملة: تبدأ وتنتهي عند الحجر الأسود، وعند الشك يُبنى على الأقل
الطواف خارج الحجر: يجب أن يكون الطواف حول الكعبة وليس داخل حجر إسماعيل
جعل الكعبة عن اليسار: هذا شرط أساسي لصحة الطواف
الطواف داخل المسجد الحرام: فلا يصح خارجه حتى لو كان قريباً منه
الموالاة بين الأشواط: عدم الفصل الطويل بينها إلا لعذر شرعي
يُعتبر موضوع مبطلات الطواف من أهم ما يجب على كل حاج ومعتمر معرفته لضمان صحة عبادته. إليك أهم هذه المبطلات:
يشمل خروج البول أو الغائط أو الريح أو لمس الفرج بشهوة، هذا يُبطل الطواف كما يبطل الصلاة، ويجب التوقف فوراً والتطهر ثم استئناف الطواف.
خاصة في الطواف الفرضي (الإفاضة أو العمرة أو الوداع)، يبطل الطواف ويجب إعادته بعد التطهر، وإذا لم يُعد في مكة تلزم الفدية.
النجاسة على الثياب أو البدن تبطل الطواف ويجب التطهر وإعادة الطواف بالكامل. هذه من محرمات الطواف التي يجب تجنبها.
إذا طاف المعتمر أو الحاج داخل حجر إسماعيل (الشاذروان)، فالطواف باطل تماماً ويجب إعادته مع الفدية إن كان واجباً.
جمهور العلماء يوجبون المشي أثناء الطواف، والركوب بلا عذر شرعي يستلزم الفدية في الطواف الفرضي.
الفواصل الطويلة بين الأشواط أو قطع الطواف بدون عذر شرعي تبطل الطواف عند المالكية والحنابلة.
إذا وقع الشك أثناء الطواف يبطل عند الجمهور ويجب تجديده، أما إن كان بعد الانتهاء فيُبنى على اليقين.
أكد الشيخ العثيمين أن الطهارة من الحدث الأصغر ليست شرطاً قطعياً، لكنها الأفضل اتباعاً للسنة. ورأى أن الحدث أثناء الطواف يبطله كالصلاة، فيجب التطهر ثم الاستكمال من نفس المكان.
بخصوص الموالاة، اعتبرها شرطاً لصحة الطواف، وإذا أقيمت الصلاة أثناء الطواف، يُصلي المؤدي ثم يكمل من حيث توقف دون إعادة كامل الطواف.
أكد الشيخ بن باز على أن الطهارة شرط لصحة الطواف كالصلاة، مستدلاً بفعل النبي ﷺ حين توضأ قبل الطواف. ورأى أن الحدث المتعمد أثناء الطواف يبطله ويجب التطهر ثم إعادة الطواف، وإن لم يُعد في الطواف الفرضي تلزم الفدية.
أوضح أن من أحدث أثناء الطواف عليه الوضوء ثم يكمل شوطه دون إعادة الطواف من البداية. كما أشار إلى أن ترك تقبيل الحجر الأسود لا يبطل الطواف، ويكفي الإشارة أو التكبير.
عندما يقع المعتمر أو الحاج في إحدى مبطلات الطواف، تختلف العواقب حسب نوع المبطل وظروف الموقف:
المالكية والحنابلة: يبطل الطواف ويجب التطهر ثم الاستئناف من حيث انتهى
بعض الشافعية: يجوز البناء على ما سبق بعد التطهر، خاصة في المشقة أو الزحام
جمهور العلماء متفقون على بطلان الطواف ووجوب إعادته بعد التطهر، وإذا لم يُطبق في مكة تلزم الفدية.
يُبطل الطواف ويجب التطهر ثم إعادة الطواف بالكامل عند جمهور الفقهاء.
الطواف باطل تماماً ويجب إعادته، وإذا كان فرضاً فعلى المعتمر فدية أيضاً.
المالكية والحنابلة: يستلزم فدية في الطواف الفرضي
الشافعية: مكروه ولا يُفسد الطواف إذا كان تطوعاً
المالكية والحنابلة: الموالاة واجبة وانقطاعها أو قطع الطواف يبطل الطواف
الشافعية: مستحبة وليست بطلاناً، ويجوز البناء على ما سبق
ما أعظم أن تُورِّث كتاب الله في أطهر البقاع
ورث مصحفًا في الحرم باسمك أو عن والديك، أو عن من تحب
المالكية والحنابلة وجمهور الشافعية: خروج الريح أثناء الطواف يُعد حدثاً يبطل الطواف تماماً. يجب التطهر (وضوءاً أو غُسلاً) ثم إعادة الطواف من جديد، ولا يُبنى على ما سبق إن كان عمداً أو بدون عذر شرعي.
الشافعية (الرأي الراجح): إذا انتقض وضوء الطائف، يكفي أن يتوضأ ويُكمل ما تبقى من الأشواط دون إعادة من البداية، خصوصاً في ظروف المشقة أو الزحام الشديد.
الحنفية: يرون أن الطهارة ليست شرطاً لصحة الطواف بل واجبة فقط. فإذا خرجت الريح أثناء الطواف فلا يُبطل الطواف، وإن بقي في مكة فالأفضل إعادة الطواف، وإن خرج من مكة فعليه ذبح شاة ككفارة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: رأى أن خروج الريح أثناء الطواف يُبطل الطواف مثل مبطلات الصلاة. على الطائف أن يتوقف ويتوضأ ثم يعاود الطواف من المكان الذي توقف عنده.
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: أكد أن الريح تبطل النسك خاصة في طواف الفرض. على الطائف أن يرجع ويتوضأ ويبدأ الطواف من جديد من الحجر الأسود، ويكون عليه دم إذا كان طواف فرضاً ولم يُعد فوراً.
حكم صاحب سلس الريح (انفلات الريح المتكرر وعدم انتظامه) أثناء أداء العمرة له أحكام خاصة:
العمرة والسعي لا يشترطان الطهارة، إلا الطواف
على المصاب بسلس الريح أن يتطهر عند إرادة الطواف، ثم يكمل الطواف ولا يضره ما خرج بعد ذلك
لا يجب أن تكون الطهارة دائمة، بل يكفي طهارة عند نية الطواف
الشيخ عبد العزيز بن باز: صاحب السلس يُعامل كحالة خاصة. لا يُضطر إلى التطهر المتكرر إلا عند كل صلاة أو طواف، وحتى لو حدث خروج الريح أثناء الطواف لا يُبطل إذا توضأ في وقتها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين: وافق على أن صاحب الريح المتكرر لا يُبطل طوافه بشرط أن يتطهر عند إرادة الطواف ويُكمل الأشواط بوضوء تلك اللحظة.
جمهور الفقهاء يرون أن شرب الماء أثناء الطواف لا يُبطل الطواف، لكنه مكروه عند بعضهم إلا لحاجة:
المالكية والشافعية: يكرهون الأكل أو الشرب أثناء الطواف إن لم يكن هناك عطش شديد أو ضرورة، لأن الطواف عبادة تُشبه الصلاة.
الحنفية: يجيزون الشرب أثناء الطواف مطلقاً ولا يرون فيه كراهة.
الحنابلة: لا يرون بطلان الطواف بالشرب، لكنهم يكرهونه من باب ترك هيئة العبادة.
الشيخ صالح الفوزان: لا بأس بشرب الماء أثناء الطواف، ولو كان ماء زمزم فلا حرج في الشرب منه، والطواف لا يبطل بذلك.
الشيخ ابن باز: أوضح أنه لا حرج في الشرب أو التوقف اليسير للطائف لأسباب الحاجة، على أن يُكمل من حيث توقف.
لا تتردد... بادر الآن بالتبرع في أحد مشاريع ضيوف الرحمن، واجعل لك أثرًا لا يزول وأجرًا لا ينقطع.
اقرأ أيضا: الطواف حول الكعبة