يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
مكة المكرمة
0555605437
هل تساءلت يوماً عن السر وراء تقبيل الحجر الأسود الذي يحرص عليه ملايين المسلمين في كل موسم حج وعمرة؟
وما الحكمة العظيمة التي تجعل هذا العمل البسيط سبباً في محو الخطايا وشهادة للمؤمن يوم القيامة؟
إذا كنت ذاهب اإلى الحرم لأداء فريضة الحج أو العمرة، أو كان لديك شوق لفهم هذه الشعيرة المقدسة بعمق أكبر، فهذا المقال سيقودك في رحلة إيمانية شاملة لتتعرف على كل ما يخص تقبيل الحجر الأسود من أحكام شرعية، وفضائل عظيمة، وحكم بالغة، وطرق صحيحة للتطبيق.
ستكتشف في السطور القادمة لماذا كان النبي ﷺ يحرص على هذا العمل، وكيف يمكن لهذه اللحظة المقدسة أن تكون بداية جديدة في حياتك الروحية، وما الطريقة المثلى لتقبيل الحجر دون إيذاء نفسك أو الآخرين.
هل تتمنى أن يُكتب لك أجر في كل لحظة عطش تُروى في الحرم؟
ساهم الآن في مشروع سقيا ضيوف الرحمن، وكن سبباً في راحة آلاف المعتمرين
يُعد تقبيل الحجر الأسود من السنن المؤكدة التي أجمع عليها علماء الأمة، لكن متى يكون مشروعاً؟ وما الحكم فيه خارج الطواف؟
أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على أن تقبيل الحجر الأسود في الطواف سنة مؤكدة، وهو ما ظاهر كلام أكثر العلماء أنه إنما يشرع في الطواف فقط، حيث ذكروه ضمن سنن الطواف ولم يتعرض أكثرهم لحكمه في غير طواف.
قال الإمام النووي في شرح مسلم معلقاً على أثر عمر رضي الله عنه: "ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك": "هذا الحديث فيه فوائد منها: استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف بعد استلامه، وكذا يستحب السجود على الحجر أيضاً بأن يضع جبهته عليه، فيستحب أن يستلمه ثم يقبله، ثم يضع جبهته عليه. هذا مذهبنا ومذهب الجمهور".
اختلف العلماء في حكم تقبيل الحجر الأسود خارج الطواف:
الرأي الأول - الجمهور: لا يُشرع التقبيل إلا في الطواف فقط الرأي الثاني - بعض المالكية: لا بأس بتقبيله في غير طواف
قال في الفواكه الدواني: "ولا بأس بتقبيله بغير طواف؛ ولكن ليس ذلك من شأن الناس".
ويدل لهذا القول ما روي عن ابن عمر أنه كان لا يخرج من المسجد حتى يستلم، كان في طواف أو غير طواف.
أكد مشروعية التقبيل والاستلام أثناء الطواف فقط وليس خارجه، واستشهد بقصة السجود المؤقت على الحجر، ورأى أن الأحوط هو التقبيل والاستلام باليد.
رأى أن السنن مرتبة: الاستلام باليد مع التقبيل، فإن تعذّر يستلم باليد بشيء ويقبّل ما يمسّه، وإذا تعذّر كل ذلك يُشير ويكبر. وأشار إلى أن التقبيل في غير الطواف ليس له أصل شرعي.
أكد أن تقبيل الحجر الأسود غير مرتبط بمعايير الصلاة بل بالطواف فقط، وأنه لو تعذّر بوجود الازدحام، يكتفى بالإشارة دون مشقة أو إزعاج.
ورد في السنة النبوية أحاديث تبين الفضل العظيم لـتقبيل الحجر الأسود:
قال النبي ﷺ: «إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطًّا» (رواه أحمد وغيره)
وروى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله الشهير: «إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبّلك ما قبلتك»
وهذا يؤكد أن تقبيل الحجر الأسود هو تقدير للسنة النبوية لا لقوته أو نفعه بذاته.
كما ورد حديث آخر: «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق»
الشافعية: تعتبر التقبيل سنة مؤكدة في كل شوط من الطواف، ويكفي الاستلام باليد أو الإشارة إن تعذّر
الحنابلة: يشترطون التقبيل عند الحجر في كل شوط، ويُجزئ بالإشارة عند التعذّر
المالكية: يرون نفس الحكم مع بعض المرونة في التكرار خارجه
الحنفية: تعتبره سنة داخل الطواف، ويكتفى بالإشارة إن لم يُتمكن
تكفير الذنوب: لمس أو تقبيل الحجر الأسود والركن اليماني تكفيرٌ للخطايا ثابت بنص الحديث
اتباع سنة النبي ﷺ: التقبيل رمز الطاعة والاقتداء
شهادة الحجر يوم القيامة: يُشهد لمن استلمه بحق
تقدير المشاعر الشرعية: التقبيل والاستلام تعبير عن تعظيم شعائر الله
أجمعت المذاهب الفقهية الأربعة (الشافعية، الحنابلة، الحنفية، المالكية) على أن تقبيل الحجر الأسود أو استلامه باليد سنة مؤكدة أثناء الطواف، وأن الحكمة تكمن في:
اتباع سنة النبي ﷺ والاقتداء به
تعظيم شعائر الله وإظهار الخضوع والتذلل
التمييز عن عبادة الأصنام بالتأكيد على أنه مجرد حجر لا ينفع ولا يضر
إظهار التوحيد الخالص والطاعة لله وحده
إذا تعذر التقبيل، يُستلم باليد ويُقبّلها، وإن تعذر ذلك أيضاً، يُكتفى بالإشارة مع التكبير.
تعليم الأمة التوحيد: كما فعل عمر رضي الله عنه عندما أوضح أن الحجر لا ينفع ولا يضر
إحياء سنة النبي ﷺ: والحفاظ على هديه في العبادة
تربية النفس على الطاعة: حتى لو لم نفهم الحكمة كاملة
توحيد المسلمين: في عمل واحد يؤدونه بنفس الطريقة
أجر لا ينقطع مع كل آية تُتلى
شارك في مشروع ورّث مصحفاً بالحرم المكي
يُستحب تقبيل الحجر الأسود في كل شوط من الطواف إذا تيسّر
إن تعذّر التقبيل، يستلم الحجر بيده ويقبّل اليد
أو يلمس الحجر بسواك أو شيء آخر ثم يقبله، ثم يكبر
إذا تعذّر كل ذلك بسبب الزحام، يشير إليه باليد اليمنى مع التكبير
سنّة التقبيل في الشوط الأول، والبقية كترتيب الشافعية في الحالات المشابهة
يشترط تقبيله داخل الطواف، وإذا لم يتمكن، فيتبعها ما تيسر: اللمس أو الإشارة
ابدأ طوافك واستقبل الحجر الأسود:
إذا تمكنت، استلم الحجر بيدك اليمنى، قبّله خفيفاً، وقل: «بسم الله والله أكبر»
إذا لم تستطع التقبيل بسبب الزحام:
استلم الحجر بيدك، أو بمساعدة سواك أو عصا، ثم قبل ما لمسته، ثم كبر
إذا لم تصل إلى الحجر مطلقاً:
اكتفِ بالإشارة بيدك اليمنى مع التكبير عند مرورك بجانبه
تذكر: لا تتزاحم على الحجر، ولا تضر الناس أو تُفسد الطواف، تقبيل الحجر الأسود خارج الطواف غير مشروع عند جمهور أهل العلم.
الفعل مشروع في كل شوط طواف، ليس فقط في الشوط الأول
الصلاة والتضرع ليس شرطاً قبل التقبيل، يكفي الذكر «بسم الله والله أكبر»
ليس مشروعاً خارج الطواف، والأصل أن العمل متعلق بالطواف فقط
الحكمة من تقبيل الحجر الأسود تأتي من اتباع سنّة النبي ﷺ وتعظيم شعائر الله
تيسير العبادة لذوي الاحتياجات... اجره عظيم
ساهم في توفير عربة تنقل مجاناً داخل الحرم، وكن عوناً لمن لا يستطيع المشي
تبرّع الآن
أشار ابن حجر في "الفتح" إلى أن تقبيل الحجر الأسود كان "اختياريًّا؛ ليُعلم بالطاعة لمن يراه" - والمفهوم مرتبط بالاقتداء بالنبي لا الاعتقاد بنفع أو ضر بذاته.
وقد أكّد الإمام الطبري أن عمر قال بسبب هذا الفعل ليتعلّم الناس أن التقبيل لا يعني التقديس الذاتي، بل هو اتباع لرسول الله ﷺ.
ورد أن النبي ﷺ قبل الحجر وبكى، فعندما رأى عمر رضي الله عنه هذا البكاء بدأ يشعر بالتأثر، دلالة على احترام عميق وانفعال روحي.
أكد عمر رضي الله عنه قائلاً: "إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبّلك ما قبلتك"
وهذا يُبيّن أن تقبيل الحجر الأسود كان تقديرًا للشرع والاقتداء، لا اعتقادًا في قدرته بذاته.
أفضل الأوقات هي:
بعد صلاة العشاء وحتى قبل الفجر (ساعات الليل المتأخرة)
بعد صلاة العصر عندما يتجه كثير من الحجاج للصلاة
قبل رفع الأذان بـ5 دقائق حيث يتوقف الطواف في الصفوف الأمامية
ينصح بالاندماج في صفوف الطواف والاستمرار في التدفق الهادئ دون محاولة اختراق الحشد، حتى يتسنى تقبيل الحجر الأسود بسهولة.
نعم، تقبيل الحجر الأسود يغفر الذنوب بإذن الله تعالى، وقد ثبت ذلك بالأدلة الشرعية الصحيحة من السنة النبوية.
الدليل الأول: حديث النبي ﷺ عن عبدالله بن عمر: «إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطًّا» (رواه أحمد والترمذي)
هذا الحديث صريح في أن مسح وتقبيل الحجر الأسود يمحو الذنوب والخطايا.
الدليل الثاني: قوله ﷺ: «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق»
وهذا دليل على الأجر العظيم وأن الحجر نفسه سيشهد للمؤمن يوم القيامة.
أوضح العلماء أن مغفرة الذنوب بتقبيل الحجر الأسود تتحقق بشروط:
النية الصادقة في اتباع سنة النبي ﷺ
الإيمان والتوحيد وعدم اعتقاد أن الحجر ينفع أو يضر بذاته
أداء العمل في وقته المشروع أي أثناء الطواف
قال الشيخ ابن عثيمين: «الحجر لا ينفع ولا يضر بذاته... ولكن الله جعل مسحه وتقبيله سببًا لمغفرة الذنوب»
تقبيل الحجر الأسود من أعظم أسباب مغفرة الذنوب الثابتة بالنص الشرعي
هو عبادة توقيفية جعل الله فيها البركة والأجر العظيم
شهادة الحجر يوم القيامة تأكيد إضافي على عظم هذا العمل
بعد أن عرفت فضل تقبيل الحجر الأسود، ماذا لو ختمت هذا العمل بصدقة تطفئ ذنوبك وتروي عطش ضيوف الرحمن ؟
اختر الآن من مشاريع جمعية ضيوف الرحمن ما يُقربك إلى الله، وكن من السبّاقين إلى الخير.
ساهم بصدقة في الحرم
اقرأ أيضا: الحجر الأسود: ما هو و ما هي أهميته