يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
مكة المكرمة
0555605437
هل تساءلت يوماً عن السر وراء كلمات "لبيك اللهم لبيك" التي تملأ الأجواء في رحلة العمرة؟
إن التلبية في العمرة ليست مجرد كلمات تُردد، بل هي روح الرحلة الإيمانية وجوهر الاستجابة لنداء الله عز وجل.
إذا كنت تستعد لأداء هذه الفريضة المباركة، فأنت تحتاج لفهم عميق ودقيق لأحكام التلبية ومتى تبدأ ومتى تنتهي، هذا المقال سيكون دليلك الشامل الذي سيجيب على جميع تساؤلاتك، ويُزيل أي التباس قد يواجهك في رحلتك الروحانية.
ستتعلم من خلال هذا الدليل الأوقات الصحيحة للتلبية، والصيغ المشروعة، وأحكامها الفقهية، بالإضافة إلى إجابات علمية دقيقة للأسئلة الأكثر شيوعاً حول هذا الموضوع المهم.
ساهم في مشاريع جمعية ضيوف الرحمن
التوقيت الصحيح لبداية التلبية في العمرة من أهم الأمور التي يجب على كل معتمر معرفتها بدقة، فالتلبية لها وقت محدد لا يجوز التقديم عليه أو التأخير عنه بلا مبرر شرعي.
جمع الأئمة الأربعة (الشافعية، والحنابلة، والحنفية، والمالكية) على أن التلبية تبدأ من لحظة الإحرام مباشرة، وهذا يعني:
بعد الغُسل (إذا تيسر وكان مستحباً)
بعد لبس ملابس الإحرام (الإزار والرداء للرجال)
عند النية القلبية للدخول في النسك
مع التلفظ بـ "لبيك اللهم عمرة" أو "لبيك عمرة وحجاً" حسب النسك المراد
هيئة كبار العلماء تؤكد أن التلبية في العمرة تُستحب "من بداية الإحرام عند الدخول في النسك"، وهذا ما يتفق مع إجماع الفقهاء القدامى.
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أكد أن التلبية سنة مؤكدة يُستحب ترديدها بصوت مرتفع للرجال، بدءاً من لحظة الإحرام في الميقات أو في المكان المحدد شرعاً.
الشيخ ابن باز رحمه الله شدد على أن التلبية سنة تبدأ عند نية العمرة أو الحج، وتُردد من الميقات أو من مكة المكرمة حسب حالة المعتمر.
عند الوصول إلى الميقات، يتبع المعتمر الخطوات التالية:
الغُسل والتطهر (سنة مستحبة)
لبس ملابس الإحرام مع تجنب المحظورات
النية القلبية للعمرة
التلفظ فوراً بـ "اللهم لبيك عمرة"
بدء التلبية الكاملة بالصيغة المشروعة
احمِ ضيوف الرحمن من حر الشمس – تبرّع الآن بمظلة ضيف الرحمن
فهم الأحكام الشرعية للتلبية يضمن لك أداء هذه السنة المؤكدة بالطريقة الصحيحة التي تتفق مع ما جاء في الكتاب والسنة وأقوال الأئمة المعتبرين.
تختلف المذاهب الفقهية في تحديد درجة الحكم الشرعي لـالتلبية في العمرة:
المذهب الشافعي والحنبلي: يعتبران التلبية سنة مؤكدة، وتركها لا يؤثر على صحة العمرة ولا يستوجب فدية أو دم.
المذهب الحنفي والمالكي: يريان أن التلبية واجبة أو ركن من أركان الإحرام، وتركها عمداً قد يستوجب دماً أو فدية، خاصة إذا ابتعد المعتمر عن الميقات دون تلبية.
الشيخ ابن عثيمين: "التلبية سنة مؤكدة في العمرة والحج، وليست من الأركان ولا من الواجبات، فمن تركها فلا شيء عليه."
الشيخ ابن باز: أكد أن التلبية سنة مؤكدة، ولا حرج في تركها نسياناً أو جهلاً، ومن نوى العمرة فقد دخل في النسك ولو لم يتلفظ بالتلبية.
رفع الصوت مستحب ومشروع
التكرار المستمر أثناء المشي والانتظار
عدم المبالغة حتى لا يؤذي الآخرين
الإسرار بالصوت وعدم الجهر
التلبية بين النساء دون إزعاج
الحفاظ على الأدب والوقار
معرفة الوقت الصحيح لانتهاء التلبية في العمرة من الأمور المهمة التي تحتاج إلى دقة في التطبيق، لأن استمرار التلبية بعد وقتها أو قطعها قبل أوانها قد يخل بسنيّة هذا النسك المبارك.
اتفق جمهور العلماء من الأئمة الأربعة على أن التلبية في العمرة تستمر حتى يبدأ المعتمر الطواف بالبيت الحرام، وتحديداً:
عند رؤية الكعبة المشرفة للمرة الأولى
عند استلام الحجر الأسود أو الإشارة إليه
عند البدء الفعلي في الطواف حول البيت العتيق
ورد في الأحاديث الصحيحة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «يُلَبِّي الْمُعْتَمِرُ حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ» رواه البيهقي وصححه الألباني
هذا الحديث يوضح بجلاء أن نهاية التلبية مرتبطة ببداية الطواف وليس بمجرد الوصول إلى المسجد الحرام.
الشيخ ابن عثيمين وضّح قائلاً: "المعتمر يقطع التلبية إذا شرع في الطواف"، مؤكداً أن هذا ينطبق على المعتمر بمعناه الحقيقي.
الشيخ ابن باز أكد في فتاواه: "يقطع التلبية عند الشروع في الطواف"، وفسّر ذلك بأنه لا يُشرع رفع الصوت بالتلبية بعد الوصول إلى البيت الحرام وبدء الطواف.
عند وصولك إلى المسجد الحرام:
استمر في التلبية حتى تصل إلى الحجر الأسود
اقطع التلبية فور البدء في الطواف
انتقل إلى أذكار الطواف المخصوصة
لا تعد للتلبية بعد بداية الطواف
اجعل لك سهماً في راحة ضيوف الرحمن تصدق بعربة واحتسب الأجر عند الله.
قد يحدث أن ينسى المعتمر التلبية أو يتركها عمداً أو جهلاً، لذا من المهم معرفة الحكم الشرعي لهذه الحالة والأثر المترتب عليها.
الشافعية والحنابلة: يعتبران التلبية في العمرة سنة مؤكدة، وتركها لا يؤثر على صحة العمرة إطلاقاً، ولا يلزم المعتمر بأي فدية أو دم سواء تركها عمداً أو نسياناً.
الحنفية والمالكية: يريان أن التلبية واجبة أو ركن من أركان الإحرام، فإذا لم يتلفظ بها نهائياً وابتعد عن الميقات دون تلبية، فقد يلزمه دم احتياطي.
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال بوضوح: "التلبية سنة مؤكدة في العمرة والحج، وليست من الأركان ولا من الواجبات، فمن تركها فلا شيء عليه."
وأضاف: "إذا نوى العمرة عند الميقات ولم يلبِّ، فإحرامه صحيح ولا إثم عليه، وإن تذكر التلبية لاحقاً يُستحب أن يبدأ بها."
الشيخ ابن باز رحمه الله أكد: "التلبية سنة مؤكدة، لا حرج في تركها نسياناً أو جهلاً، ولا يلزم بذلك فدية ولا دم، ومن نوى العمرة أو الحج فقد دخل في النسك ولو لم يتلفظ بالتلبية."
العمرة صحيحة ولا شيء عليك
يُستحب البدء بالتلبية عند التذكر
لا فدية ولا دم مطلوباً
النية كافية لصحة الإحرام
العمرة مقبولة بإذن الله
يُستحب التلبية عند الإمكان
إن معرفة الصيغ الصحيحة لـالتلبية في العمرة من الأمور الأساسية التي يحتاجها كل معتمر، فالالتزام بالصيغ الواردة في السنة النبوية يضمن صحة هذا النسك المبارك.
الصيغة الأساسية المشروعة
وردت تلبية العمرة في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إذَا اسْتَوَتْ به رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً عِنْدَ مَسْجِدِ ذِي الحُلَيْفَةِ أهَلَّ، فَقالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ» متفق عليه.
الصيغة الصحيحة والرسمية التي يجب الالتزام بها في أداء العمرة:
"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ"
هذه الصيغة وردت بأسانيد متعددة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ، وهي الأساس الذي يجب الالتزام به.
ابن عمر رضي الله عنه كان يزيد أحياناً: "لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، وَالرَّغْبَةُ إِلَيْكَ، وَالْعَمَلُ"
جابر رضي الله عنه وغيره من الصحابة أقروا الزيادة في التلبية، والنبي ﷺ لم ينكر عليهم، مما يدل على جواز الزيادة بما يتفق مع التوحيد والثناء على الله.
من الصيغ التي وردت عن النبي ﷺ أيضاً: "لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ" - وقد صححه الألباني رحمه الله.
ابدأ بنية واضحة: "اللهم لبيك عمرة"
اتبعها بالتلبية الكاملة فوراً
احرص على الصيغة الصحيحة المأثورة
كرر التلبية باستمرار خاصة عند تغيير الأحوال
ارفع صوتك بها إذا كنت رجلاً
استشعر معانيها العظيمة أثناء الترديد
الإجابة الشرعية الواضحة: لا يُشترط الوضوء لترديد التلبية في العمرة، وهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء.
آراء الأئمة الأربعة:
الشافعية والحنابلة والمالكية: لا يشترط الوضوء للتلبية، فهي ذكر وشعار للنسك
الحنفية: يشترط الوضوء للطواف فقط، وليس للتلبية
الشيخ ابن باز رحمه الله صرّح بوضوح: "لا يُشترط الوضوء عند الإحرام بالتلبية سواء في العمرة أو الحج، والإحرام صحيح حتى لو كان المحرم غير متوضئ."
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لم يجعل الوضوء شرطاً للتلبية، وأكد أن الغُسل عند الإحرام سنة وليس واجباً، والتلبية تُقال فور الإحرام.
نعم، بإجماع العلماء، يقطع المعتمر التلبية في العمرة عند الشروع في الطواف.
الأدلة الشرعية:
حديث ابن عباس الكامل: «يُلَبِّي الْمُعْتَمِرُ حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ» - رواه البيهقي وصححه الألباني
الأئمة الأربعة اتفقوا على قطع التلبية بعد الإحرام عند بدء الطواف
الشيخ ابن عثيمين: "المتمتع إذا شرع في الطواف قطع التلبية" الشيخ ابن باز: "يقطع التلبية عند الشروع في الطواف"
التطبيق العملي:
استمر بالتلبية حتى تصل للحجر الأسود
اقطعها فور البدء في الطواف
انتقل لأذكار الطواف المخصوصة
عند نية العمرة، يُشرع للمعتمر أن يجمع بين النية القلبية والتلفظ بما يدل على دخوله في النسك.
الصيغ المشروعة:
"لبيك عمرة"
"اللهم لبيك عمرة"
وإذا كان متمتعاً: "لبيك عمرة وحجاً"
الشيخ ابن عثيمين يوضح: "ينوي الدخول في النسك بقلبه ويتلفظ بلسانه قائلاً: 'لبيك عمرة' أو 'اللهم لبيك عمرة'"
الشيخ ابن باز يؤكد أن التلفظ بـ "لبيك عمرة" أو "اللهم لبيك عمرة" عند الإحرام هو المشروع والأفضل.
في حالة الخوف من العائق: إذا كان المعتمر يخاف من عدم إتمام النسك لعذر، يُستحب أن يقول: "فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني"
لا تدع هذا الخير يفوتك
اختر مشروعًا يلامس قلبك من بين مشاريع جمعية ضيوف الرحمن المباركة، وساهم في سقيا الحجاج، إفطار الصائمين، تظليل المعتمرين، أو تسهيل حركتهم…
ففي كل مشروع بابٌ إلى الجنة، وأجرٌ لا ينقطع بإذن الله.
اقرأ ايضا: العمرة عن المتوفى
